الثلاثاء، 7 نوفمبر 2017

بين الوجوه

كيف نبحث عن وجوه نعلمـ أنها لمـ تعد تسكن عالمنا؟
وجوه أصبح لأصحابها عالمها الخاص.. الذي لا نعرف شيئًا عنه

نتطلّع من نافذة المواصلات العامة في الطريق..
بحثًا عن وجه افتقدنا رؤيته
لمـ نفقده...
فالوجود لمـ ينته بعد!
حتى الاتصال لمـ ينقطع.. بل هو يحدث بين الحين والآخر.. وبالطريقة التي رتّبها الله في أقداره

ولكننا وجدنا بعض الأشياء التي لمـ نصرح بها قطـ
ومستجدات نود إخبارهمـ بها

عيوننا تبحث عنهمـ
وعقولنا تعي تمامًا أن البصر ليسـ هو الحاسة المناسبة هنا للتواصل معهمـ

الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

أمان


عندما جئت إلى منزلكـ لاحقًا ..
وجدت ورقة التقويمـ بتاريخ 15 أكتوبر 2017 هي التي ما زالت بالواجهة ..
..

كنت قد طلبتَ منّى أن أكتب عن شعوركـ أنت تجاه وجودي معكـ في آخر يومين ..
لا أجد كلمات أعبر بها غير كلمة "أمان" ..
أعلمـ أن الأمان هو ما كنت تشعر به أثناء وجودي معكـ ..
وأعلمـ أن كلانا قد حُرمـ من هذا الشعور في الكثير من أوقات حياته ..
كما أتمنى أن تكون ما زالت تنعمـ به وأنه قد أصبح ملكًا لكـ ..
 ..

لقد ذهبتَ إلى عالمـ لا أعلمـ عنه الكثير ..
عالمـ مبهمـ ومجهول إلى درجة كبيرة ..
أتساءل .. هل تشعر بنا؟
هل تقرأ هذه الكلمات الآن؟
هل من رأيتُه في منامي هو أنت حقًا؟
هل تشعر بأي شيء؟
هل ترى أي شيء؟
هل انتهت آلامكـ؟
هل أنت سعيد؟
أرأيت هذا الكمـ الهائل ممن ذكركـ بالحُسنى؟
هل تنعمـ بالراحة والأمان؟
 ..

أجهل السبب .. ولكنني لمـ أرغب في إزالة ورقة التقويمـ بتاريخ 15 ..
..

وجدت في أوراقكـ بطاقة معايدة بيومـ ميلادكـ كنتُ كتبتها لكـ في طفولتي ..
كلمات بسيطة مكتوبة بخطـ طفولي .. ورسومات ساذجة وقلوب ورقية ملصقة ..
ولكنني وجدتها في محتوياتكـ
..

أبتي الحبيب ..
أعرف أنكـ تعلمـ إنني كنت خائفة جدًا عليكـ ...
ولكنني لا أعرف إذا كنت على علمـ بأنني أحبكـ وأشتاق إليكـ جدًا ..

السلامـ والأمان هما ما أتمناه لكـ الآن



السبت، 5 أغسطس 2017

تجربتي في التعليم المفتوح بإعلام عين شمس



انتهيت الشهر الماضي، من أداء آخر امتحان من امتحانات كلية الآداب قسم الإعلام بجامعة عين شمس، فرع التعليم المفتوح، وانتهت معه 4 سنوات دراسة كاملة.

الزملاء:
كان هناك من التحق بالكلية ليحصل على مؤهل عالٍ، وهناك من يرغب في تعلم شيئًا جديدًا، وهناك من رغب في تغيير مجال عمله، وهناك من سنحت له فرصة التعليم المفتوح الالتحاق بما لم يستطع دراسته سابقًا بسبب تنسيق الثانوية العامة.
تنوع الأعمار وخلفيات المجالات الدراسية والعملية أثرى التجربة بشدة، وهي فرصة ليس من السهل حدوثها أو تكرارها كثيرًا.


النظام:
الفوضى -للأسف- كانت هي الطاغية على المشهد، فمثلاً شؤون الطلبة لم تكن دائمًا على دراية بكل القواعد أو المعلومات التي نحتاج إلى معرفتها.
وإدارة الصفحة الإلكترونية الرسمية لمركز التعليم المفتوح على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك غير كفء على الإطلاق، ومن الواضح أن مديري الصفحة لم يتلقوا حتى دورة تدريبية في خدمة العملاء أو اللغة اللعربية.

وقد تناولت سابقًا بعض سلبيات النظام في الموضوعات التالية:
روتين الإجراءات والفوضى تسود المبنى الجديد للتعليم المفتوح لجامعة عين شمس
0900 للتجارة في نتائج التعليم المفتوح بـ«عين شمس».. والرشوة «باب خلفي»


المناهج الدراسية:
عانينا من المناهج المكررة والعديد من الكتب السيئة سواء في المحتوى أو التنظيم أو الأخطاء اللغوية.
وقد تناولت ذلك ببعض التفصيل في الموضوعات التالية:
صور.. مناهج تعليمية مُكررة في التعليم المفتوح بآداب إعلام عين شمس والمنيا
بالصور.. مناهج التعليم المفتوح بـ«عين شمس»: تهاجم الإضرابات وتشجع تعدد الزوجات


الأساتذة:
صُدمنا في أول عامين بكلام بعض الأساتذة الذين نعتونا بأننا أصحاب مستوى تعليمي منخفض وأن كل ما يشغلنا هو الحصول على شهادة جامعية.

بعد ذلك، كان حظنا أفضل وقابلنا بعض الأساتذة المحترِمين لعقولنا والمهتمين بتنميتنا على المستوى العلمي بل والإنساني أحيانًا.

لاحظت أن الأساتذة صغار السن -نسبيًا- هم الأكثر إبداعًا في توصيل المعلومات وطرق شرحها وتعاملهم معنا. وإن كان ذلك لا ينفي وجود أساتذة كبار السن على قدر عالٍ من التقدير والمهارة في الشرح.


مشروع التخرج:
لا يوجد لدينا تخصص في الدراسة سوى في مادة واحدة فقط وهي مادة "مشروع التخرج" التي يخيّر الطالب فيها بين الأقسام التالية:
  1. إذاعة وتليفزيون:
    -عبارة عن فيلم تسجيلي عن مكان أو شخصية
    - عدد الطلاب في كل مجموعة: 5 للإذاعة - 10 للتليفزيون
  2. صحافة:
    - عبارة عن مجلة تحوي مختلف الفنون الصحفية
    - عدد الطلاب في المجموعة: لم يكن هناك سوى 10 طلاب اختاروا هذا التخصص؛ فاشتركوا جميعًا في إنتاج مجلة واحدة
  3. علاقات عامة:
    - عبارة عن حملة إعلامية للتوعية بضرورة إصلاح مشكلة مجتمعية معينة
    - عدد الطلاب في المجموعة: من طالب واحد إلى خمسة
    - هذا هو التخصص الذي اخترته
كانت مشكلتنا هي عدم تلقي أي تدريبات عملية من قِبَل الجامعة، وذلك بعكس التعليم التقليدي الذي يتلقي تدريبات عملية في الكتابة الصحفية والأداء الصوتي والتعامل مع الكاميرا وغيرها.

وعلى الرغم من أن تقديم إيصال مصاريف المونتاج -لكل التخصصات- هو شرط من شروط قبول مشروع التخرج، إلا أن ذلك ليس دليلاً كافيًا على عدم السرقة من مشروعات سابقة؛ فالإيصال مطلوبًا ولكن عمل المونتاج في أستوديو الجامعة ليس شرطًا فعليًا؛ مما يجعل الأمر يبدو كأن هدف الجامعة من هذا الإيصال هو جمع المزيد من الأموال.


التجربة في مجملها مثمرة من النواحي الاجتماعية والإنسانية، ولكن من الناحية العملية فلن تكون مثمرة -بوضعها الحالي- دون محاولة تطوير الذات في المجالات الإعلامية واللغة العربية.

الاثنين، 24 يوليو 2017

تلاهي الحياة















أدركـ جيِّدًا .. أن لكل شيء سبب وحكمة يعلمها الله ..
وقد نعلمها في وقتها ..
أو في وقت لاحق ..
أو قد لا نعلم تلكـ الحكمة على الإطلاق
 هي موجودة .. ولكننا لا ندركها دائمًا ..

لا شيئًا ثابت ..
حياتنا في تغيّر ..
حتى دائرة معارفنا تتغيّر .. وإن كان القليل منها يثبت ..

ندخل في حياة البعض ..
والبعض يقتحمـ حياتنا وقلوبنا ..

نكتشف ما بداخلهمـ .. 
ونغوص في أحلامهمـ ..
ويشاركونا أحلامنا ..

قد نمضي رحلة طويلة معًا ..
أو قد نتعارف في المحطات الأخيرة ..
وقد نرغب لو كنا تقابلنا من أول الرحلة .. حتى نتشاركـ المزيد من الأوقات
فتنتهي  تلكـ المرحلة بشوق .. وعدمـ اكتفاء .. وخوف من "تلاهي الحياة"

نجتمع ونلعب ونمرح ..
نتفارق ونحزن ونبكي ..

هكذا هي الحياة ... أو هكذا نظنّها ..

يحيطـ الخير بنا دائمًا ..
قد يكشف عن نفسه .. وقد لا يفعل ..

الأربعاء، 14 يونيو 2017

يوسف


كان ماشي جنبي في المسيرة
ونعدّى من شارع لحارة
والمطرة يومها كانت غزيرة
وهو بيهتف ويايا بحرارة

شاف الجموع بعيونه الصغيرة
أحلامهمـ واضحة من غير ستارة
حِلِمـ معاهمـ أحلامـ كبيرة
إيمانه بيها مش محتاج أبدًا أمارة

وطرنا من المظاهرة على النادي
حيث الأهلى عشقه .. وذكرى الشهدا بتنادي
كان أول لقاء بينّا هو نهار الليلة دى
وكسب قلبى يومها .. كسبه بجدارة

روّحناهمـ وناموا في أمان
وبعد سنين وفي نفسـ المكان ..
 ظهر الشيطان في صورة إنسان
واختارت طلقته روحه وسابت لينا الخسارة

صاحبي يوسف لسة جنبي
دقات قلبه سامعاها ويا قلبي
رغمـ الأسى .. شايفة ابتسامته منوّرة
مش مجرّد صورة مرسومة على الصنّارة

السبت، 8 أبريل 2017

من على بُعد


لعبي مع الأطفال ..
لمـ يكن يومًا بدافع أى شعور بالمسؤولية تجاههمـ
كما أننى عندما كنت ألعب بالدمى في صغري .. لا أعتقد أن فكرة الأمومة الفطرية هى التى كانت تكمن خلفها
بل إن ذلكـ كان ومازال يحدث بسبب طبيعتى المحبة للعب فقط

منذ أكثر من سبعة أشهر ..
بدأت تخلق إنسانة جديدة بداخل صديقتي "دودو" ..
واليومـ كنت أجلسـ بجانبها في المحاضرة ..

سألتها إذ كانت تشعر بحركتها .. فأجابتني بالإيجاب
فطلبت منها أن تخبرني بمجرد أن تشعر بها تتحركـ
فأكلت "دودو" الشيكولاتة كي تجعل ابنتها تتحركـ من أجلي! ("ها آكل شيكولاتة علشان أعفرتها لكـ!!"  هكذا أخبرتنى قبل أن تأكل)
وقد كان!

تسببت "دودو"، وصغيرتها التى لمـ تولد بعد، في كهربة مشاعري ..
ما هذا الذي حدث؟!

لقد شعرت بالصغيرة تتحركـ!
أنا واعية بدرجة كافية تجعلني أتفهمـ جيدًا فكرة حمل الأنثى وتحركـ جنينها بداخلها ..
ولكّنها كانت المرّة الأولى التي ألمسـ فيها ذلكـ بيدي!

كنت دومًا أسمع مقولة أن المرأة تصبح أمًّا بمجرد أن تحمل .. وليسـ بعد أن تلد ..
وكنت أصدق هذه المقولة ..
والآن أصبحت أوقنها.