السبت، 5 أغسطس 2017

تجربتي في التعليم المفتوح بإعلام عين شمس



انتهيت الشهر الماضي، من أداء آخر امتحان من امتحانات كلية الآداب قسم الإعلام بجامعة عين شمس، فرع التعليم المفتوح، وانتهت معه 4 سنوات دراسة كاملة.

الزملاء:
كان هناك من التحق بالكلية ليحصل على مؤهل عالٍ، وهناك من يرغب في تعلم شيئًا جديدًا، وهناك من رغب في تغيير مجال عمله، وهناك من سنحت له فرصة التعليم المفتوح الالتحاق بما لم يستطع دراسته سابقًا بسبب تنسيق الثانوية العامة.
تنوع الأعمار وخلفيات المجالات الدراسية والعملية أثرى التجربة بشدة، وهي فرصة ليس من السهل حدوثها أو تكرارها كثيرًا.


النظام:
الفوضى -للأسف- كانت هي الطاغية على المشهد، فمثلاً شؤون الطلبة لم تكن دائمًا على دراية بكل القواعد أو المعلومات التي نحتاج إلى معرفتها.
وإدارة الصفحة الإلكترونية الرسمية لمركز التعليم المفتوح على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك غير كفء على الإطلاق، ومن الواضح أن مديري الصفحة لم يتلقوا حتى دورة تدريبية في خدمة العملاء أو اللغة اللعربية.

وقد تناولت سابقًا بعض سلبيات النظام في الموضوعات التالية:
روتين الإجراءات والفوضى تسود المبنى الجديد للتعليم المفتوح لجامعة عين شمس
0900 للتجارة في نتائج التعليم المفتوح بـ«عين شمس».. والرشوة «باب خلفي»


المناهج الدراسية:
عانينا من المناهج المكررة والعديد من الكتب السيئة سواء في المحتوى أو التنظيم أو الأخطاء اللغوية.
وقد تناولت ذلك ببعض التفصيل في الموضوعات التالية:
صور.. مناهج تعليمية مُكررة في التعليم المفتوح بآداب إعلام عين شمس والمنيا
بالصور.. مناهج التعليم المفتوح بـ«عين شمس»: تهاجم الإضرابات وتشجع تعدد الزوجات


الأساتذة:
صُدمنا في أول عامين بكلام بعض الأساتذة الذين نعتونا بأننا أصحاب مستوى تعليمي منخفض وأن كل ما يشغلنا هو الحصول على شهادة جامعية.

بعد ذلك، كان حظنا أفضل وقابلنا بعض الأساتذة المحترِمين لعقولنا والمهتمين بتنميتنا على المستوى العلمي بل والإنساني أحيانًا.

لاحظت أن الأساتذة صغار السن -نسبيًا- هم الأكثر إبداعًا في توصيل المعلومات وطرق شرحها وتعاملهم معنا. وإن كان ذلك لا ينفي وجود أساتذة كبار السن على قدر عالٍ من التقدير والمهارة في الشرح.


مشروع التخرج:
لا يوجد لدينا تخصص في الدراسة سوى في مادة واحدة فقط وهي مادة "مشروع التخرج" التي يخيّر الطالب فيها بين الأقسام التالية:
  1. إذاعة وتليفزيون:
    -عبارة عن فيلم تسجيلي عن مكان أو شخصية
    - عدد الطلاب في كل مجموعة: 5 للإذاعة - 10 للتليفزيون
  2. صحافة:
    - عبارة عن مجلة تحوي مختلف الفنون الصحفية
    - عدد الطلاب في المجموعة: لم يكن هناك سوى 10 طلاب اختاروا هذا التخصص؛ فاشتركوا جميعًا في إنتاج مجلة واحدة
  3. علاقات عامة:
    - عبارة عن حملة إعلامية للتوعية بضرورة إصلاح مشكلة مجتمعية معينة
    - عدد الطلاب في المجموعة: من طالب واحد إلى خمسة
    - هذا هو التخصص الذي اخترته
كانت مشكلتنا هي عدم تلقي أي تدريبات عملية من قِبَل الجامعة، وذلك بعكس التعليم التقليدي الذي يتلقي تدريبات عملية في الكتابة الصحفية والأداء الصوتي والتعامل مع الكاميرا وغيرها.

وعلى الرغم من أن تقديم إيصال مصاريف المونتاج -لكل التخصصات- هو شرط من شروط قبول مشروع التخرج، إلا أن ذلك ليس دليلاً كافيًا على عدم السرقة من مشروعات سابقة؛ فالإيصال مطلوبًا ولكن عمل المونتاج في أستوديو الجامعة ليس شرطًا فعليًا؛ مما يجعل الأمر يبدو كأن هدف الجامعة من هذا الإيصال هو جمع المزيد من الأموال.


التجربة في مجملها مثمرة من النواحي الاجتماعية والإنسانية، ولكن من الناحية العملية فلن تكون مثمرة -بوضعها الحالي- دون محاولة تطوير الذات في المجالات الإعلامية واللغة العربية.