الأحد، 15 أبريل 2018

أنا أم.. فعالية سوبرماما للأمهات

نظم القائمون على موقع "سوبرماما" بالأمس، السبت 14 أبريل 2018، فعالية كبيرة في حديقة الأسماك بالزمالك تحت شعار "أنا أم" خصيصًا لكل الأمهات وأطفالهن.

بدأت أنشطة الفعالية في 11:45 بكلمة افتتاحية لمديرة تسويق الموقع "يسرا المهيري"، التي رحبت بالجميع وقدمت نبذة عن سوبرماما وعن الفعالية وأنشطتها وفقراتها، وأعلنت عن رغبتهم في تكرار هذه الفعالية سنويًا. واختتمت كلامها بشكر الحضور والقائمين على هذا الحدث والرعاة.

تحدث كل متخصص لمدة ثلث الساعة، بعدها يسمح للأمهات بالتحدث الشخصي معهـ/ـا في خلال ثلث آخر من الساعة.


الفقرة الأولى

بدأت الفقرة الأولى التي قدمتها  المستشارة التربوية د/ عبلة الأزرق، بالحديث عن إدارة الغضب تحت عنوان "كيف تتحكمين في غضبك عند التعامل مع أطفالك".

وتحدثت فيها عن أنواع الغضب، ومنها:

Anger In:
وهنا يكتم الشخص غضبه ويخزنه، وغالبًا يكون هذا الإنسان منطويًا ولا يمتلك الكثير من المهارات الاجتماعية وكتوم وليس لديه أصدقاء كثر.

Aggressive Anger:
وهنا يفرغ الشخص الغاضب طاقته السلبية فورًا بشكل قد يكون عنيفًا.

Assertive Anger:
وهو سلوك إيجابي للتعامل مع الغضب، خاصة مع الأطفال، ويتلخص هذا الأسلوب في الآتي:
  1. الهدوء واتخاذ وقفة وخطوة إلى الخلف
  2. عدم إصدار حكم على الطفل
  3. إخبار الطفل بأنكِ غاضبة والإفصاح عن سبب الغضب
  4. إصدار أمر مباشر وواضح إلى الطفل

الفقرة الثانية

قدمت الفقرة التالية المستشارة النفسية د/ ولاء حسني عن صحة الطفل النفسية تحت عنوان "صحة الطفل النفسية: كيف تفهمين احتياجات طفلك النفسية حسب عمره".

تحدثت د/ ولاء عن المشاكل النفسية والتي قد يولد بها الطفل نتيجة لمشكلة حدثت أثناء الحمل أو الولادة، وتلك التي قد تحدث بعد ذلك نتيجة للظروف المحيطة والتربية.

كما تحدثت عن أهمية إجراء اختبارات الذكاء للأطفال، والتي تحدد درجة الذكاء، فهل هو قليل أم متوسط أم شديد؟ وقالت أن هناك ما يُعرف باسم "الذكاء البيني" وهو ألا يكون الطفل متخلفًا عقليًا ولا تكون نسبة ذكائه تصل إلى النسب الموجودة عند الأطفال الأخرى من ذوي عُمره، ويكون هؤلاء عرضة للاستغلال من غيرهم من الأطفال.

وتطرق الحوار إلى التوحد، وهو مرض تختلف درجة شدته من شخص إلى آخر، ويواجه الطفل هنا مشكلتين أساسيتين:

- النمو الاجتماعي: فالطبيعي أن في عُمر السنة والنصف يتحرك الطفل تجاه من في مثل عُمره، وفي سن سنتين يلعب بجانبهم، وفي سن الثلاث سنوات يبدأ يلعب معهم ويشاركهم. بينما الطفل المتوحد لا يفعل كل ذلك، فهو لا ينظر في العين، ولا يرد على الآخرين.
- التكرار الحركي: لدى الطفل المتوحد نمط وروتين يومي متكرر لا يقبل بتغييره.

ختمت د/ ولاء فقرتها قائلة أن الأمراض النفسية مثلها مثل سائر الأمراض الأخرى، فهي مرض له علاج. قد يكون هذا العلاج:
  • دوائي: ولكن نادرًا ما يتم اللجوء إليه مع الأطفال
  • جلسات سلوكية للطفل
  • جلسات استرشادية للأهل: فقد تكون المشكلة في طريقة تعامل الأهل مع الطفل وليست في الطفل نفسه

الفقرة الثالثة

قدم د/ محمد نبيل أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة الفقرة الثالثة تحت عنوان "كل ما عليك معرفته عن الأطفال حديثي الولادة".

تحدث عن بعض الأعراض التي تظهر على المولود وقد تثير قلق الأم، مثل تقشر البشرة في الأسابيع الأولى أو ظهور بقع حمراء أو نقاط بيضاء على جلده وهي كلها أعراض طبيعية تختفي في الأسبوع الثاني أو الثالث من عُمر الطفل. ومن الأعراض الأخرى ارتعاش ذقن الطفل وذلك أيضًا شيئًا طبيعيًا قد يحدث نتيجة إحساسه بالجوع.

وبخصوص الوزن الطبيعي للمولود فهو يتراوح بين 2 كيلوجرام ونصف إلى 3 كيلوجرام ونصف، ويكون غير طبيعي إذا كان أقل أو أكثر من ذلك.

كما ذكر أهمية الرضاعة الطبيعية التي من فوائدها:
  • مفيدة جدًا لمناعة الطفل
  • تضبط حاسة التذوق عند الطفل
  • تقلل أعراض الإسهال والحساسية
  • تقلل نسبة حدوث بعض الأمراض
وأشار إلى عدم وجود حاجة إلى تنظيم الرضاعة في الشهر الأول، بل يجب على الأم إرضاع طفلها كلما أراد، عليها فقط تجنب بعض الأطعمة التي تؤثر على عملية الرضاعة، مثل: البقوليات والحمضيات والكحول والبصل والثوم والمشروبات الغازية والكوفايين.


الفقرة الرابعة

قدمت هذه الفقرة المدربة "إيمان رفعت" تحت عنوان "فن إدارة الوقت للأمهات"، وبدأتها بالإفصاح عن كيفية تحولها من امرأة لا تعرف كيف تدير أو تنظم وقتها إلى ما أصبحت عليه الآن..

اكتشفت المدربة أن المرأة الأم لن تستطيع أن تهتم بالآخرين كما يجب إذا لم تهتم بنفسها وتسعدها أولًا، لذلك من المهم أن تصبح الأم أولوية في نظر نفسها وتتمكن من إسعاد نفسها حتى لو بتخصيص 10 أو 15 دقيقة في اليوم لها هي فقط.

كما تحدثت عن وجود مرض يدعى "المثالية" ترغب صاحبته في جعل كل شيء مضبوطًا وصحيحًا ومنظم بنسبة 100%، ولكن تكون نتيجة هذا المرض هي فقدان أوقات جميلة يمكن تمضيتها مع أطفالها. لذلك يمكن الاستغناء عن بعض المهام المنزلية الصغيرة في سبيل الاقتراب من الأبناء.

وختمت د/ إيمان فقرتها بقولها أن الأم عندما تهتم بنفسها وتسعدها ستتمكن من أن تصبح Super Mama


الفقرة الخامسة والسادسة

قدمت فرقة Marshal Band عزفًا موسيقيًا تجاوب معه الجميع وخاصة البنات الصغيرات اللاتي رقصن مع أنغام المعزوفات، ثم قاموا بجولة حول حدائق المكان.

تلى ذلك فقرة طبخ قدمتها "منار هشام" قدمت خلالها وصفات سريعة يمكن للأم تجهيزها خلال 5 دقائق، منها مكرونة سريعة التحضير وبرطمان الحلوى الصحي الغني بالفايتامينات. كما قامت شركة "الملكة Express" -وهي إحدى رعاة الفعالية- بتوزيع أكياس مكرونة مجانية على الأمهات.


الفقرة السابعة

تحدثت د/ منى ناصف، المستشارة النفسية، في هذه الفقرة عن إقامة العلاقات الطيبة بين الزوجين تحت عنوان "كيف تحافظين على الحب والتفاهم بينك وبين زوجك".

وقدمت نصائح لثلاث فئات (المخطوبين - المتزوجين - الجميع):

أولًا- المخطوبين (أو العلاقات الجديدة):

1. معرفة النفس والشريك: في هذه المرحلة يجب على المرء أن يعرف طبيعة نفسه ويعرف شريكه، فذلك يزيد من قدرتنا على توقع المستقبل، فلكل شخصية مميزاتها وعيوبها، على سبيل المثال:
  • الشخص المنطوي: يتميز بأنه يحب المنزل وتتمحور اهتماماته حول الأسرة. ولكن يؤخذ عليه عدم قدرته على التعبير عن نفسه أو استيعاب الآخر
  • الشخص المنفتح: يتميز بالقدرة على التعبير عن النفس والتعاطف مع الغير، فهو كالكتاب المفتوح للآخر. ولكن مهاراته الاجتماعية العالية تؤخذ عليه، لأن وجود الكثير من الأصدقاء غالبًا يشغله عن الطرف الآخر.

2. مصارحة الشريك بطبيعتنا: بعد أن نفهم طبيعة أنفسنا جيدًا، يتوجب علينا مصارحة الطرف الآخر بهذه الطبيعة. فمن المهم هنا أن نجيب عن السؤال الآتي: ماذا نريد من الشريك ومن علاقتنا به؟

وتحتاج هذه المرحلة إلى وجود تبادل وجداني وذكاء عاطفي.


ثانيًا- المتزوجين:

قدمت د/ منى النصائح التالية للزوجة:
  1. إدراك حقيقة أن جميع البيوت لا تخلو من المشاكل
  2. اختيار الأولويات التي تود مشاركة الزوج بها، فالرجل ليس كالمرأة القادرة على القيام بالكثير من الأعمال في الوقت نفسه، فهو Mono Focal أي يركز في شيء واحد ويقوم بكل عمل على حدة
  3. إدراك حقيقة أن المشاعر متغيرة، فقد تشعر المرأة بالغضب الآن، ولكن بعد ساعات يقل هذا الشعور. لذلك لا يجب اتخاذ قرارت مهمة أوقات الانفعال، بل الصواب هو الانتظار حتى يعود إليها الثبات الانفعالي

ثالثًا- الجميع:
  • العلاقات الإنسانية تحتوي على ألوان أخرى بين الأبيض والأسود
  • لا يجب محاولة طبع شخصيتنا على الآخر
  • أهمية منح مساحة وبراح للطرف الآخر
  • لا يجب التحدث وقت الانفعال الشديد

الفقرة الثامنة

بدأت هذه الفقرة الساعة 3:45 عصرًا بحديث أخصائية التغذية د/ مي ضياء عن تغذية الأطفال. وقالت أن التغذية السليمة للأم تؤثر على صحتها ونفسيتها وبالتالي على صحة ونفسية أطفالها.

صححت د/ مي بعض الأمور الشائع ذكرها:
  • الحامل تحتاج إلى الأكل لشخصين: فالحقيقة هي أن المرأة تحتاج إلى زيادة 300 سعر حراري فقط أثناء حملها
  • إذا لم تأكل المرأة ما تتوحم به يظهر شيء على وجه أو جسد الطفل: فالحقيقة أن الوحم يحدث نتيجة إفراز هرمون الحمل وزيادة حاسة الشم عند المرأة الحامل، فبالتالي تتمكن من شم روائح لمأكولات حتى لو لم تكن متواجدة في منزلها.
كما وضحت أن السبب وراء رغبة المرأة في تناول الطعام ليلًا هو التوتر، ويمكن حل هذه المشكلة بممارسة الرياضة الخفيفة وشرب المياه.

وختمت د/ مي الفقرة بالتنويه عن عرض حلقات مفيدة للأم كل ثلاثاء وجمعة على صفحة "سوبرماما" على موقع "فيسبوك".


الفقرات التالية

تناولت الفقرات الأخرى موضوعات متفرقة عن الطريقة المثالية للتربية قدمتها المستشارة التربوية "مريم مدحت"، وكيفية موازنة المرأة بين البيت والعمل للمدربة "عزة عبد العزيز"، كما قدم د/ محمود حُسني ومعلومات عن الأمور التي يجب على المرأة معرفتها طوال فترة حملها. كما قامت بعض البنات الصغيرات بإلقاء الشعر أمام الحضور.


اليوم كان ناجحًا بدرجة كبيرة ولا يؤخذ عليه إلا بعض الملاحظات الصغيرة مثل: تشغيل عرض لهجوم ثيران على الأشخاص وعرض لكاميرا خفية لمهرج يقذف الناس بكريمة على وجوههم، فمثل تلك العروض غير ملائمة للأطفال. بالإضافة إلى عدم نظافة حمامات الحديقة وعدم وجود إنارة جيدة ليلًا رغم أن الفعالية استمرت حتى السابعة مساءً.

ولكن بصفة عامة، كان اليوم مُبهجًا للجميع، حيث قضت الأمهات وقتًا جميلًا مع أطفالهن، كما تم تزويدهن بمعلومات مفيدة عن الصحة والتغذية والحمل والحياة الشخصية والزوجية والاجتماعية.



الأربعاء، 11 أبريل 2018

السماء.. بعد منتصف الليل

من داخل قوقعتي في الهواء الطلق..
جلست أتأمل...

جري ولعب قطتي الصغيرة حولي لم يمنعني من الانسجام والاستمتاع بهدوء ما بعد منتصف الليل..

أضواء بعيدة تبدو صغيرة..
وسيارة مارة بين حين وآخر..
وسماء واسعة.. وكبيرة.. لم تمنعني السُحب من التواصل معها..

عندما أكون قريبة من السماء.. ولا توجد بيننا فواصل..
أشعر بضآلة كثير من الأشياء..
وأشعر بضآلتي أحيانًا..
وفي أحيان أخرى.. أشعر بأهميتي.. فأنا جزء من هذا الكون البديع...

هذا الكون الذي يعج بمليارات التفاصيل..
نحن هنا على كوكب الأرض ننشغل بتفاصيل صغيرة جدًا نسبيًا.. ولكنها تؤثر علينا وعلى نظرتنا للحياة وإحساسنا بها..

من الطبيعي أن ننشغل بأمورنا..
ومن الطبيعي أن نغضب ونحزن ونهرب أحيانًا..
ولكن.. لماذا يطول الغضب والحزن والهروب؟

لماذا يصعب علينا أن نتسامح؟
مع أنفسنا ومع الله ومع البشر وسائر الكائنات والأشياء؟

شغل التسامح مع البشر حيز من تفكيري في هذه الليلة..
اتفقت مع نفسي أن له علاقة بالآتي:

- الشيء (الموقف أو المواقف) الذي تسبب في وجود مشكلة
- مدى حبنا للشخص
- الموقع الحالي للشخص.. هل ما زلنا نراه؟ هل هو حي؟...

واتفقت على أن التسامح درجات مختلفة:

- درجة تجاهل الموقف.. سواء بعد المعاتبة أو دونها.. فقط نسامح
- درجة التحجيم.. فتستمر علاقتنا بالشخص.. ولكن تقل مكانتهم في قلوبنا... وإن كنت أعتبر ذلك ليس تسامحًا كاملًا..
- درجة الاستغناء.. نعم.. فتوصلت إلى أن بعض الأشخاص يمكن أن نمنحهم المسامحة إذا استغنينا عنهم إلى الأبد.. وتوقفنا عن انتظار اعتذارهم أو شعورهم بالأسف في يوم من الأيام

يحتاج التسامح إلى قوة..
ويحتاج البعض إلى القدرة على الاستغناء..
الاستغناء لا يشترط التسامح..
ولكن مسامحة الغير أمر مريح..
يمنح الإنسان راحة مثل تلك التي أشعر بها عندما أجلس في الهواء الطلق في ساعات ما بعد منتصف الليل..

هدأت قطتي.. وجلست إلى جواري.. تتأمل هي الأخرى في الكون صنع الله.