الاثنين، 19 نوفمبر 2018

عن أي سكينة تتحدثون؟

فلتكن البداية من عند السكينة..
فهي التي ازدادت أحاديث الجميع عنها في الأيام الأخيرة..

هي الطمأنينة والاستقرار..
نريدها وتكتب أناملنا حروفها..
ولكن هل نبحث بالفعل عنها؟
هل نعمل بجد لنعثر عليها؟


العطاء.. للغير وللنفس..
فلا نسكن ببذله للغير فقط.. ولا نرتاح بحجبه عن الآخرين

فكم من أناس لم تنم سرائرهم بسبب هذا وذاك


عصر السرعة..
منذ بداية إدراكي بالدنيا وعيت على سماع هذا التعبير..
وما يحدث هو أن الحياة تزداد سرعة يومًا بعد يوم..

لم أعد أرى أحدًا يتروى..
فلسبب غير معلوم.. الجميع في عجلة من أمره دائمًا..
أعباء العمل كثيرة.. وواجبات المنزل كبيرة.. فلا وقت للاتقان ولا وقت لسرد الحواديت للأطفال وسط جلسة ود دافئة..
حتى النزهة مع الرفاق.. فقدت نكهة الاسترخاء.. فأصبحنا -لسبب غير معلوم أيضًا- نتحرك بآلية سريعة كأننا ملزمون بخط سير ومواعيد وصول!


البعض يخلط بين العزلة المستمرة والتأمل والسكينة..
أومِن جدًا بوجود ارتباط بين التأمل والسكينة..
  • فالتأمل يباعد بيننا وبين زحام السرعة.. يذيب سوره الصلب العالي.. ذلك السور الذي يحجب عن قلوبنا نسيم البراح 💙
  • والعزلة المؤقتة تساعدنا أحيانًا على التأمل
  • لكن العزلة المستمرة تبني أسوارًا أخرى من الوحدة والكآبة.. فنحن خلقنا شعوبًا وقبائل لنتعارف.. لا لينعزل كل منّا عن الآخر 


السكينة..
لها وجود رغم مشقات الحياة..
ولكنها لا تأتي تلقائيًا..
لا تأتي بالأحاديث والرغبات المتكاسلة..
تنتقل للسكن مع الباحث عنها بحق.. والعامل لها بجد

⁦🕊️⁩💙⁦🕊️

لم يعد لكم من السكن شيئًا.. فعن أي سكينة تتحدثون؟