الأربعاء، 15 يونيو 2016

في حُب شروق




دخلت المكان كطيف نسيمـ جميل
لمـ يلحظها الكثيرون ..
فهى خفيفة .. بل هزيلة ..
كانت عيناها الصغيرتان لا تتوقفان عن البحث ..
فظلت تبحث وتبحث ...
حتى وجدتها!
 وجدتها بيضاء ملساء تتوسطها "فيونكة" جميلة
خلعت نعلها من قدمها الصغيرة التى لا يتجاوز حجمها كف اليد ..
وارتدَتْ الفردة البيضاء ذات الفيونكة ..
وكانت كأنها مصنوعة لها ..
ابتسمت وأشرق وجهها الصغير ..

وظلت تبحث عن زوج الفردة ..
وبعد عناء طويل .... لمـ تجده!

عُمْر "شروق" الصغير كان من الممكن أن يدفعها إلى البكاء ..
وتركـ المكان ..
 ولكن ظروف معيشتها التى تعيها جيدًا .. والتى أسهمت فى تكوين شخصيتها ..
قد دفعتها إلى البحث عن حذاءٍ آخر ...

 ظلت تبحث وتجرّب وتسأل ..
حتى وجدت زوج الحذاء المناسب لها ولأول عامـ من حياتها الدراسية .. 



قصة شروق هى قصة حقيقية ..
وقعت فى بنى سويف، داخل معرض الملابسـ والأدوات المدرسية الذى أقامته "حركة مصر بتاعتى" العامـ الماضى 2015.

القصة لها جانبان:

ـ فمن ناحية ..
هى خالية من أى رفاهية ..
طفلة .. تسعى بمفردها للحصول على أدواتها المدرسية الأولى ..
لا نعلمـ هل ستتمكن من توفير أدوات كل الأعوامـ الدراسية؟
هل ستتمكّن أصلاً من إكمال مسيرة التعليمـ؟
أمـ أن الظروف القاسية ستجبرها على تركـ الدراسة لمساعدة والدتها فى توفير أساسيات الحياة؟

ـ ومن ناحية أخرى ..
قد تكون "شروق" ومَن مثلها مثالاً صائبًا على تحمّل المسؤولية والأمل والإصرار ..
وهذا ما يحتاج إلى رعاية و تنمية وتوجيه للوصول إلى بر الأمان والطريق السليمـ.






هناك تعليقان (2):

  1. قصة حقيقية جميلة تمس الاحساس و المشاعر ..ليت الجميع يشعر بهذه المشاعر لما وجد فقير او محتاج او مسكين ...حنن الله قلوبنا علي هذه النمازج التي في حاجة فعلا لكل الدعم و المساعدة

    ردحذف
  2. الحقيقة ... أحياناً نبحث عنها .. وأحينا أخرى نهرب منها .
    ولكن تبقى غائبة تحتاج إلى إنسان له قلب وعقل ليدركها.
    قصة شروق كأسمها شمس ترفع ستار الظلام لتعلن عن نفسها.. فهى حقيقة .. وواقع .. لا شك فيهما

    ردحذف