الأربعاء، 11 أبريل 2018

السماء.. بعد منتصف الليل

من داخل قوقعتي في الهواء الطلق..
جلست أتأمل...

جري ولعب قطتي الصغيرة حولي لم يمنعني من الانسجام والاستمتاع بهدوء ما بعد منتصف الليل..

أضواء بعيدة تبدو صغيرة..
وسيارة مارة بين حين وآخر..
وسماء واسعة.. وكبيرة.. لم تمنعني السُحب من التواصل معها..

عندما أكون قريبة من السماء.. ولا توجد بيننا فواصل..
أشعر بضآلة كثير من الأشياء..
وأشعر بضآلتي أحيانًا..
وفي أحيان أخرى.. أشعر بأهميتي.. فأنا جزء من هذا الكون البديع...

هذا الكون الذي يعج بمليارات التفاصيل..
نحن هنا على كوكب الأرض ننشغل بتفاصيل صغيرة جدًا نسبيًا.. ولكنها تؤثر علينا وعلى نظرتنا للحياة وإحساسنا بها..

من الطبيعي أن ننشغل بأمورنا..
ومن الطبيعي أن نغضب ونحزن ونهرب أحيانًا..
ولكن.. لماذا يطول الغضب والحزن والهروب؟

لماذا يصعب علينا أن نتسامح؟
مع أنفسنا ومع الله ومع البشر وسائر الكائنات والأشياء؟

شغل التسامح مع البشر حيز من تفكيري في هذه الليلة..
اتفقت مع نفسي أن له علاقة بالآتي:

- الشيء (الموقف أو المواقف) الذي تسبب في وجود مشكلة
- مدى حبنا للشخص
- الموقع الحالي للشخص.. هل ما زلنا نراه؟ هل هو حي؟...

واتفقت على أن التسامح درجات مختلفة:

- درجة تجاهل الموقف.. سواء بعد المعاتبة أو دونها.. فقط نسامح
- درجة التحجيم.. فتستمر علاقتنا بالشخص.. ولكن تقل مكانتهم في قلوبنا... وإن كنت أعتبر ذلك ليس تسامحًا كاملًا..
- درجة الاستغناء.. نعم.. فتوصلت إلى أن بعض الأشخاص يمكن أن نمنحهم المسامحة إذا استغنينا عنهم إلى الأبد.. وتوقفنا عن انتظار اعتذارهم أو شعورهم بالأسف في يوم من الأيام

يحتاج التسامح إلى قوة..
ويحتاج البعض إلى القدرة على الاستغناء..
الاستغناء لا يشترط التسامح..
ولكن مسامحة الغير أمر مريح..
يمنح الإنسان راحة مثل تلك التي أشعر بها عندما أجلس في الهواء الطلق في ساعات ما بعد منتصف الليل..

هدأت قطتي.. وجلست إلى جواري.. تتأمل هي الأخرى في الكون صنع الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق